مسيرة 24 أبريل .. تطوان المناضلة دائما على الموعد و العهد (صور )

بقلم: مصطفى بودغية – تطوان / كانت تطوان،كعادتها، على الموعد متناغمة ومنسجمة مع هذه الحركة الشبابية الوطنية المناضلة التي استجابت للنداء القومي العربي،ولنداء التاريخ.تلبي،دائما،تطوان النداء،أجيالا وراء أجيال،تراكم الوعي والفعل،وتنضج ثمرة السياية على مهل،ليقطفها هذا الوطن حرية وكرامة ومساواة، ليقطفها عدلا ونماء.
في هذا الأحد الأبريلي الموسوم بالرقم الرابع والعشرين من سنة 2011،حملت تطوان أعلامها وشعاراتها ولافتاتها،وخرجت نهرا هادرا ينشد غدا مشرقا يليق بالمغاربة كل المغاربة،وكما حملت دمها وشهداءها ذات يناير، من سنة1984،مزمجرة ومتمردة على التهميش والنسيان والإهمال،وهي الحاملة في ذاكرتها الجمعية سنوات النضال الوطني ضد الاستعمار، ودورها المركزي فيه،لم تستسغ أن ترمى على رصيف التاريخ ،وتترك لبطالتها، ولم تتحمل كل تلك الوجوه الباطشة بجسدها والناهبة لخيراتها والمخربة لجمالها.
هاهي تطوان تعيد الكرة مرة أخرى وترفع أعلامها التي لن تنكس،متوعدة أنها ستعيد الكرة ألف مرة، إلى أن تشرق شمس الحرية بكامل ضيائها،ويسطع نجم العدالة بكامل رونقه وجماله.
انخرطت تطوان في دورة التاريخ العصي على التنبؤ،والذي يفاجيء الجميع بأحداثه المثيرة وبمواعيده غير المتوقعة، ويحل ضيفا مزعجا ومؤرقا لكل الأنظمة النائمة على استبدادها، وعلى استخفافها بشعوبها، لتكتشف أن"مكر التاريخ" يده طويلة وضرباته تأتي دوما بغير موعد وتأتي من كل صوب واتجاه.

غيرت تطوان لغتها،واقتبست لغة انتفاضات العالم المعاصرة،وسارت في شوارعها سلمية سلمية،لكنها لم تغير أهدافها ،حرية حرية،عدالة عدالة،كرامة كرامة، مستبصرة ذاك الأفق البعيد البعيد،الذي شرعت ترسمه منذ زمن بعيد،وتعيد رسمه وتشكيله في كل دورة من دورات التاريخ الذي هو زمنها ،زمن حلمها،تعيد رسم أفقها بألوان جديدة،لكنه نفس الأفق،حيث يتجلى وطن من خبز وعدل وكرامة وحرية

لا تلتفت تطوان لأولئك الذين يندسون بين أبنائها المناضلين والصادقين،لا تعير اهتماما لكل المندسين والمتسللين داخل أحلامها الذين يلعنون الفساد يوم الأحد ويصطفون وراء اللافتات الكبرى ويلتقطون الصور لبعضهم بعضا،ثم يعودون إلى فسادهم يوم الإثنين ظانون أنهم غانمون عندما يضعون رجلا هنا ورجلا هناك ويعزفون على كل الأنغام.
تطوان تعرف أنها سترميهم على أرصفة التاريخ ،وتعرف انهم يلعنون أنفسهم قبل أن تلعنهم هي،وتعرف أن من فقد روحه فقد كل شيء،ومن ارتمى في حضن شيطان الفساد طارت ملامحه وصار بلا وجه وبلا طعم وبلا رائحة، ليس له أثر ولا بصمة.فاحذروا أيها الفاسدون من غضب تطوان ومن غضب هذا الوطن الذي لا يموت واحذروا من يوم الحساب عند ستنزل على رؤوسكم البليدة قبضة يد التاريخ القوية والتي لا ترحم.